تقنيّة 4: بين التليسكوب والميكروسكوب

أضيف بتاريخ 05/13/2021
Church Go Digital


وصف التقنيّة: 

في مغامرة دراستنا لكلمة الله، أسلوبان متكاملان يساعداننا على تحقيق الرؤية الشاملة للشرح الكتابيّ، الأوّل هو الدراسـة التليسكوبيّة، والثاني هو الدراسة الميكروسكوبيّة.
 
الدراسة التليسكوبيّة:  الدراسة الميكروسكوبيّة:
  • التلسكوب هو ذاك الجهاز الذي يدهشنا بعظمة اتّساع الكون الهائلة.
  • يذكّرنا بموسى الذي أخذه الربّ فوق جبل نبو وأراه الأرض كلّها دفعةً واحدة (تث 34)؛ لقـد شاهد منظر كلّ أرض كنعان من فوق، وما أجمل منظر الأرض البهيّة بالنسبة إليه!
  • بواسطة هذه الدراسة نأخذ فكرةً عن الكتاب (أو السِفر) دون الخوض في تفاصيله الدقيقة وهذا ما يُسمّى بـ "نظرة عين الطائر" التي تقدّم مجالاً واسعًا ونظرةً شاملةً وقراءةً مَسحيّة (من هو الكاتب. متى كُتب؟ لمن كُتب؟ ما هي أبرز موضوعاته؟ إلخ.)
  • الميكروسكوب هو جهاز يدهشنا بدقّة مكوّنات الكون المذهلة.
  • يذكّرنا بيشوع بن نون الذي سمح له الربّ أن يسير في رِحاب أرض الميعاد شبرًا شبرًا، متمّمًا الوعد بأنّ "كلّ موضع ستدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيه" (يش 1: 3).
  • بواسطة هذه الدراسة ننفذ إلى دقائق الموضوع؛ فيُقسَـم الكتاب (أو السفـر) إلى أقسام، ثمّ الفصل إلى أقسامٍ أصغر حتّى نصل إلى الآية. بل الآية الواحدة نفسها نبدأ بمحاولة فهم كلّ كلمةٍ منها لتقودنا هذه المسيرة نحو داخلنا حيث التأمّل والصلاة بهدف التطبيق العمليّ.

مثال تطبيقيّ:

القراءة التليسكوبيّة لإنجيل متّى: 

يتحدّث إنجيل متّى عن المسيح الملك الذي أتى ليعلن ملكوت السماء (متّى 2: 2 = متّى 27: 37)، لذلك أتت أقسامه كالآتي:
  1. نسب الملك وميلاده )1-2(: لقد أكّد متّى البشير خلال نسب المسيح حسب الشريعة اليهوديّة، أنّه ابن داود من سبط يهوذا آخِر ملك من السبط الملوكيّ.
  2. السابق للملك (3): كانت العادة الشرقيّة أن يوجد للملك سابق يهيّئ له الطريق. هكذا جاء يوحنّا المعمدان الملاك (المرسَل) أو النبيّ الذي يهيّئ الطريق للملك السماويّ.
  3. اختبار الملك (4: 1-11): دخول الربّ مع الشيطان في معركةٍ على الجبل ليغلب، فيهب كلّ شعبه روح الغلبة والنصرة.
  4. إعلان المُلك (4: 12-25): أعلن مُلكَه السماويّ مُقامًا على الأرض.
  5. دستور الملك (5-7): "الموعظة على الجبل"، الدستور الذي يعيش على أساسه الشعب ليتهيّأوا للحياة السماويّة، ويتمتّعوا بالملكوت.
  6. خدمة الملك (8-11: 9): إذ أعلن دستوره لشعبه، مارس خدمته مع كلّ المحتاجين، مبتدئًا بتطهيره الأبرص ولمسه ليؤكّد أنّه جاء من أجل المرذولين والمنبوذين، وأنّ الأبرص لا ينجّس الربّ. ثمَّ شفى خادم قائد المئة ليُعلن أنَّه جاء بالأكثر لأجل العبيد كما لكلّ الأمم.
  7. رفض الملك (11: 10 - فصل 20): خاب أمل اليهود فيه إذ كانوا ينتظرون فيه ملكًا بمفهومٍ زمنيّ يسيطر ويملك ويُقيم مملكةً تحكم العالم. اختلفت خدمته عمّا في أذهانهم ليفتح الباب للأمم. 
  8. دخول الملك (21-25): دخوله الرسميّ إلى العاصمة ليملك على الصليب بعد كشفه عن المفهوم الإنجيليّ للملكوت.
  9. موت الملك وقيامته (26-28): مَلَك الربّ على خشبة، وقام لكي يُقيم المؤمنين أعضاءً في مملكته السماويّة

القراءة الميكروسكوبيّة لإنجيل متّى:

  • ما هي التطويبات في متّى 5: 2-12؟
  • ما هو الكنز بحسب متّى 6: 19-21؟
  • من الأكبر في ملكوت السماوات في متّى 18: 1-5؟
  • إلخ...

مزايا هذه التقنيّة:

  • تسمح لنا بأن نختبر القراءة "الماكرو" بما فيها من مزايا كما ونختبر القراءة "الميكرو" بما فيها من إيجابيّات.
  • تساعدنا على أن نطال النصّ من كلّ أبعاده.

ملاحظة: 

  • يُمكن أن يُقسَم اللقاء إلى اجتماعَين لتوفية حقّ الدراسة.
  • إن كانت الدراسة هي لنصٍّ كتابيّ، يمكن أن نقسم المجموعة إلى فرقتَين، بحيث يقوم الفريق الأوّل بالدراسة التليسكوبيّة للمشهد والآخر يقوم بالدراسة الميكروسكوبيّة.