وصف التقنيّة:
ترتكز هذه التقنيّة على إعادة كتابة النصّ الكتابيّ المراد دراسته، كما هو دون حذفٍ أو إضافة، ولكن مع تغيير شكل وطريقة كتابة النصّ: من الطريقة الإنشائيَّة التي كُتب بها إلى شكل الكتابة العمليّة التي يراعى فيها وضع الأفكار الرئيسيّة تحت بعضها، ووضع عناوين الأفكار بحسب تسلسلها.
عمليًّا يمكننا اعتماد الخطوات الآتية:
- يوزّع المنشِّط على المشاركين ورقةً بيضاء مع قلم.
- بعد قراءة النصّ، يُطلَب من المشاركين كتابة النصّ كما هو من حيث المضمون دون إضافة أو حذف أو تغييرٍ في الترتيب، ولكن مع التمييز بين الأفكار الرئيسيّة، والأفكار التابعة لها، وتوضيح النقلات من فكرة إلى أخرى.
- يمكن إضافة علامات الترقيم التي نراها لازمةً لتوضيح الأفكار .
- من ثمّ، نحاول البحث عن علاقة الأفكار بعضها ببعض بناءً على النظام الذي كُتب به النصّ.
- يمكن وضع عنوانٍ مناسبٍ لكلّ فكرةٍ رئيسيّة (من المحبّذ استعمال الألوان أو علامات الترقيم أو الإشارات أو تنوّع الخطوط لتقسيم الأفكار).
- في الختام تناقش المجموعة النتائج مع اقتراح هيكليّةً واحدةً للنصّ.
مثال تطبيقيّ:
تث 6: 4-9: اسمع يا إسرائيل:
- الربّ إلهنا ربٌّ واحدٌ فـ:
- أحبب الربّ إلهك:
- من كلّ قلبك
- ومن كلّ نفسك
- ومن كلّ قوّتك
- ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم:
- على قلبك
- وقصّها على أولادك
- وتكلّم بها:
حين تجلس في بيتك... وحين تمشي في الطريق... وحين تنام... وحين تقوم
- واربطها علامةً على يدك ولتكن عصائب بين عينيك
- واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك
مزايا هذه التقنيّة:
- تثري جانب الملاحظة، فالكتابة المنظّمة تساهم في ملاحظة كلّ ما يعرضه النصّ من نقاطٍ رئيسيّةٍ وفرعيّة.
- تساهم في إثراء جانب الفهم من خلال محاولة وضع عناوين للأفكار، الأمر الذي يستحيل إنجازه إن لم نفهم كلّ فكرة وعلاقتها بالأخرى.
- توضّح لنا الترابط الذي يظهر بين أجزاء النصّ المختلفة عندما نفهم العلاقات بين الأفكار وهذا يعالج نقطة ضعفٍ متكرّرة، ألا وهي النظر لآيات الكتاب المقدّس كآياتٍ منفصلةٍ قد تكون كلّ منها جميلة ومفيدة، لكنّنا كثيرًا ما لا نرى ترابطًا بينها.
ملاحظة:
ملاحظات خاصَّة بأدوات الربط والوصل:
إنّ اهتمامنا بأدوات الربط وفهمنا لوظائفها يعيننا إلى حدٍّ كبير على فهم النصّ وعلى تحليله وتقسيمه بطريقةٍ جيّدة، نذكر منها:
- أدوات تفيد العطف (و، فـ، ثمّ): تساعد في توقّع مواصلة الفكرة الرئيسيّة ذاتها.
- أدوات تفيد التشبيه (كما، كـ، مثل): تتوقّع وجود وجه شبهٍ بين ما قبلها وما بعدها.
- أدوات تفيد النفي (لا، لم، لن، ليس...)
- أدوات تفيد الاستدراك (بل، لكن...): تُستخدم بالإضافة إلى "أمّا" في عمل مقارنة بين ما قبلها وما بعدها.
- أدوات تفيد السببيّة (لذلك، لهذا، لأنّ، لكن...): فيها يكون ما بعدها سببًا أو توضيحًا لما قبلها.
ملاحظات حول اختيار النصّ المناسب:
- يصلح هذا الأسلوب لأغلب أنواع النصوص الأدبيّة، ولاسيّما النصوص التعليميّة والتي تميّز معظم رسائل العهد الجديد وذلك لما تتّسم به هذه النصوص من توافر الحوار والجدل والبرهان والحجّة... فمعظم هذه الأجزاء كُتبت لمعالجة مشاكل وقضايا محدّدة، وهي تسلك في هذا منهجًا منطقيًّا في فكرٍ منظّمٍ وحججٍ مرتّبة.
- يفضَّل أن تُطبَّق هذه الطريقة على عددٍ محدودٍ من الآيات في حدود 10 آيات مثلاً، مع ملاحظة أن لا نختار نصًّا أو جزءًا مبتورًا من النصّ حتّى لا نفقد الترابط وحتّى لا يُساء فهم الجزء.
بعض النصوص المقترحة لهذا الأسلوب: أشعيا 40: 28-31، أمثال 2: 1-11، متّى 11: 28-30، 2كورنتس 5: 17-20

