وصف التقنيّة:
تعتمد هذه الدراسة على عمليّة تخيّل النصّ بحسٍّ إخراجيٍّ مرهف. إذ على القارئ أن ينظر إلى النصّ كمن يقف خلف الكاميرا، فيرى المشهد ككلّ، وبحركة zoom خفيفة يدخل في التفاصيل الدقيقة، منتقلاً من المشهد البانوراميّ إلى المشهد العامّ ثمّ إلى المشاهد المفصّلة. وبدخوله في العمليّة المشهديّة ينتبه إلى سماع كلّ الأصوات (صراخ، ضجيج، الطبيعة...)، أو شمّ الروائح إن وُجدَت (طيب المرأة)، تحسّس الأجواء (برد، حرّ...)، عيش المشاعر ( الخوف، الاندهاش، الحزن...) النظر إلى الوجوه وردّات الفعل ...إلخ.
عمليًّا:
- حدّد مكان (المواقع التمثيليّة) وزمان النصّ.
- من هي الشخصيّات (الأساسيّة منها والثانويّة comparse)؟
- قسّم النصّ إلى مشاهد (بحسب تبدّل المواقع أو الحالات أو الأوقات أو الأشخاص...)
- فصّل السيناريو والحوار.
- حلّل حركيّة المشهد ومصير الأحداث.
مثال تطبيقيّ:
إحياء ابن أرملة نائين (لوقا 7: 11-17)
11 وفي الغَدِ ذهَبَ يَسوعُ إلى مدينةٍ اسمُها نايـينُ، ومعَهُ تلاميذُهُ وجُمهورٌ كَبـيرٌ.
12 فلمَّا وصَلَ إلى بابِ المدينةِ، لَقِـيَ مَيتًا مَحمولًا، وهوَ الابنُ الأوحَدُ لأُمِّهِ وهيَ أرمَلةٌ. وكانَ يُرافِقُها جمعٌ كبـيرٌ مِنْ أهالي المدينةِ.
13 فلمَّا رآها الرَّبُّ أشفَقَ علَيها وقالَ لها: "لا تَبكي"
14 ودَنا مِنَ النَّعشِ ولَمَسهُ، فوقَفَ حامِلوهُ. فقالَ: "أيُّها الشـابُّ، أقولُ لكَ قُمْ"
15 فجلَسَ الميتُ وأخَذَ يتكَلَّمُ، فسلَّمَهُ إلى أُمِّهِ.
16 فسَيطَرَ الخَوفُ على الجَميعِ، وقالوا وهُم يُمَجِّدونَ اللهَ: "ظهَرَ فينا نَبِـيٌّ عظيمٌ، وتَفَقَّدَ اللهُ شَعبَهُ"
17 وانتَشرَ هذا الخَبرُ عَنْ يَسوعَ في اليهودِيَّةِ كُلِّها وفي جميعِ النَّواحي المجاوِرَةِ لها.
12 فلمَّا وصَلَ إلى بابِ المدينةِ، لَقِـيَ مَيتًا مَحمولًا، وهوَ الابنُ الأوحَدُ لأُمِّهِ وهيَ أرمَلةٌ. وكانَ يُرافِقُها جمعٌ كبـيرٌ مِنْ أهالي المدينةِ.
13 فلمَّا رآها الرَّبُّ أشفَقَ علَيها وقالَ لها: "لا تَبكي"
14 ودَنا مِنَ النَّعشِ ولَمَسهُ، فوقَفَ حامِلوهُ. فقالَ: "أيُّها الشـابُّ، أقولُ لكَ قُمْ"
15 فجلَسَ الميتُ وأخَذَ يتكَلَّمُ، فسلَّمَهُ إلى أُمِّهِ.
16 فسَيطَرَ الخَوفُ على الجَميعِ، وقالوا وهُم يُمَجِّدونَ اللهَ: "ظهَرَ فينا نَبِـيٌّ عظيمٌ، وتَفَقَّدَ اللهُ شَعبَهُ"
17 وانتَشرَ هذا الخَبرُ عَنْ يَسوعَ في اليهودِيَّةِ كُلِّها وفي جميعِ النَّواحي المجاوِرَةِ لها.
- المشهد البانوراميّ: زيّاحان متقابلان، الأوّل زيّاح حياةٍ مع ابنٍ وحيد (يسوع)، الثاني زيّاح موتٍ مع ابنٍ وحيد (ابن أرملة نائين) آية 11-12. وانتشار الخبر آية 16
- المشهد العامّ: تصادم الطرفَين آية 13-14(أ)
- المشهد التفصيليّ: لمس النعش والحوار آية 14(ب)-16
- الشخصيّات: يسوع، التلاميذ، الأرملة، الابن الميت، الجموع المرافقة ليسوع، أهالي المدينة...
- المكان: نائين (على باب المدينة): لقاء بين الخارج والداخل.
- الأصوات: الصراخ والعويل والبكاء ثمّ صراخ الفرح أو الهدوء والصمت.
- الحركات: اقتراب يسوع، لمس النعش...
- الحوار: .........
بعد الانتهاء من هذا التمرين الذهنيّ المشهديّ أضع نفسي في النصّ وأبدأ بالصلاة...
مزايا هذه التقنيّة:
تحمل فكري وعاطفتي وحواسّي وأحاسيسي لتضعني مع يسوع وأمام يسوع، فأصير عنصرًا فاعلًا في داخل المشهد وفي قلب الحدث...
ملاحظة:
- لا نخَفْ من استعمال الخيال لأنّه "أب الإبداع" كما قال أينشتاين ولكن الرجاء الحذر من إطلاق عنانه صوب أماكن وزوايا من محض الاختراع...
- للمزيد من الاستفادة على هذا الصعيد يمكننا مراجعة أسلوب "المشاهدة" لدى القدّيس إغناطيوس دي لايّولا...

