غالبًا ما أجد صعوبةً في فهم وتطبيق الكتاب المقدّس؛ ففي حقل كلمة الله العديد من الأشياء المختلفة، كيف أعرف ما يجب التركيز عليه؟ وإذ تدور أحداثها في عالمٍ مختلف تمامًا عن عالمي المعاصر، كيف أطبّقها على حياتي اليوم؟ من الأدوات البسيطة والفعّالة طرح الأسئلة الصحيحة والجيّدة والفعّالة. بناءً على هذا الأساس، هناك أربعة أسئلةٍ للفهم وأربعة أسئلة للتطبيق.
أربعة أسئلةٍ للتفسير:
-
ماذا أتعلّم عن الله؟ الله هو الشخصيّة الرئيسيّة في الكتاب المقدّس، لذلك يجب أن يكون نقطة انطلاقي. فكلّ نصٍّ من الكتاب المقدّس يكشف شيئًا عن الله، حتّى لو لم يتمّ ذكره تحديدًا. سأبحث عن صفاته (رؤيا 4: 8)، وأساليب عمله (مزمور 23: 1-6)، واهتماماته (خروج 22: 21-22)..
-
ماذا أتعلم عن الإنسان؟ بصفته ذروة خليقة الله، فإنّ الإنسان هو محور مقاصده. سأفكّر في ما يكشفه هذا المقطع عن هويّتي كحاملٍ للصورة الإلهيّة (جامعة 3: 11)؛ سأبحث عن المعتقدات أو المواقف أو المشاعر أو الأفعال أو الميول الخاطئة المذكورة أو المضمّنة في النصّ (أمثال 6: 16-19)؛ وسأتأمّل ما يكشفه المقطع عن العيش كأولئك الذين افتُديوا من خلال عمل المسيح (روما 12: 9-13).
-
ماذا أتعلّم عن علاقتي بالله؟ سأبدأ بالبحث عن أسباب تسبيح الله (1 بطرس ١: ٣-٥)؛ ثمّ أفكّر في الخطيئة التي يجب أن أعترف بها وأتوب (1 يوحنّا 1: 5-10)؛ منثمّ أحدّد الوعود التي يدعوني الله أن أؤمن بها (1 بطرس 2: 4-12).
-
ماذا أتعلّم عن علاقتي بالآخرين؟ كلّنا سويًّا أعضاءٌ في جسد المسيح. من هذا المنطلق، سأبدأ بالتفكير فيما يُظهره المقطع حول التفاعل مع الآخرين: العائلة، الأصدقاء، زملاء العمل، زملاء الدراسة، الجيران، أبناء كنيستي أو غير المسيحيّين... (أفسس 4: 25-5: 2). وسأنتبه إلى ما يعلّمه هذا المقطع عن السعي للمصالحة مع الآخرين (روما 12: 18)؛ ثمّ أتأمّل في ما يعلّمه عن المحبّة والخدمة والاهتمام بالآخرين (لوقا 10: 25-37).
بناءً على هذا الأساس، يمكنني، بعد ذلك، طرح أربعة أسئلةٍ بسيطةٍ تساعدني في تطبيق المقطع في حياتي العمليّة، إذ أنّ هدف قراءة الكتاب المقدس هو كيف أتحوّل إلى صورة المسيح (2 كورنتس 3: 18 ؛ أفسس 4: 20-24)
أربعة أسئلةٍ للتطبيق:
-
ما الذي يريدني الله أن أفهمه أو أفكّر فيه؟ لقد أعطاني الله فكر المسيح (1 كورنتس 2: 16)، لكنّني ما زلتُ أميل إلى التفكير بالطريقة التي اعتدتُها قبل أن أتعرّف إليه (أفسس 4: 17-19). من هنا، يبدأ التحوّل العميق والدائم بتجديد ذهني (روما 12: 1-2)؛ لذلك سأفكّر في الطرق التفكير الخاطئة التي يكشفها لي هذا النصّ.
-
ماذا يريد الله منّي أن أؤمن؟ من الخطر أن أكتفي بفهم الحقيقة على المستوى الفكريّ دون السماح لها بتشكيل الطريقة التي أعيش بها، كالبذار التي وقعت على أرضٍ صخريّة (لوقا 8: 15). لذلك، سأفكّر في المعتقدات الخاطئة التي يكشفها هذا النصّ وما تعِد به الكلمة التي أحتاج أن أصدّقها.
-
ما الذي يريدني الله أن أرغب فيه؟ يستهدف هذا السؤال العواطف، أي مزيج الرغبات والميول والمشاعر والإرادة التي يشكّل نبع أفعالي. فيدعوني الله أن أرغب فيه أكثر من أيٍّ شيء آخر (مزمور 42: 1-2)، ولكن بعيدًا عن عمل الإنجيل سوف أرغب في ما هو شرّ (أمثال 24: 1-2). من هذا المنطلق، سوف أتأمّل في الرغبات الخاطئة المذكورة أو المضمَّنة في المقطع والتي تظهر في حياتي الخاصّة، وكذلك نوع الرغبات الإلهيّة التي يجب أن أنمّيها.
-
ماذا يريد الله منّي أن أفعل؟ عندما تغير كلمة الله طريقة تفكيري، وما أؤمن به حقيقةً، وما أرغب فيه، فإنّها ستنتج تغييرًا ملموسًا فيما أفعله وما لا أفعله. فقد يعطيني النصّ أحيانًا أوامر مباشرة (روما 12: 9-17)؛ وفي أغلب الأحيان، يكون أقلّ وضوحًا، ممّا يتطلّب منّي التفكير مليًّا في أفعالٍ محدّدة. لذلك، سوف أفكّر في الأفعال الخاطئة التي يكشفها هذا النصّ لتجنّبها في حياتي الخاصّة، وكذلك ما هي الأعمال الصالحة التي يجب عليّ اتّباعها.

