الكتاب المقدّس كنزٌ ثمين، قفله مثلّث المفاتيح:
المفتاح العمليّ:
مفتاحٌ يناسب الباحث المتعلّم والبسيط. نقرأ المشهد الكتابيّ ببساطةٍ، ونفهم الرسالة التي وردت فيه، ونطلب من الربّ نعمةً كي ننفّذها فعلاً. هذه كانت طريقة الآباء القدّيسين حين كان الإنجيل غير مطبوعٍ والنِسخ الموجودة منه قليلة جدًّا، ولكنّهم بسبب طاعة الوصيّة صاروا قدّيسين بل صاروا أناجيل متحرّكة بين الناس (سمع القدّيس أنطونيوس آيةً من شمّاسٍ في الكنيسة فمضى، وباع كلّ ما كان له، وتبع المسيح، فصار سبب بركةٍ لكلّ العالم ولكلّ الأجيال).
المفتاح التأمّليّ:
هذا المفتاح مهمّ ومشبَع، نقرأ بعض الآيات، ونكرّرها في هدوءٍ وعمق، ثمّ نبدأ بمناجاة الله معبّرين عن شكرنا إذا كانت الآيات تتحدّث عن عمل الله معنا، أو عن توبتنا إذا كانت تبكّتنا على خطايانا، أو عن فرحٍ بالربّ إن كانت تشرح لنا حبّ الله للنفس البشريّة كما في سفر نشيد الأناشيد... وهكذا تشبع نفوسنا بكلمات الله، وتتحوّل الكلمات إلى صلوات، والصلوات إلى شِبعٍ وقوّة.
المفتاح الدراسيّ:
مفتاحٌ لا غنى عنه، لأنّنا حين نقرأ كلام الله بدون فهمٍ تقلّ استفادتنا منه. أمّا إذا فهمناه ودرسناه بتعمّقٍ وتحليل يسهل أن نشبع به ونمتلئ منه، وهكذا ننهل من ينابيع كلمة الله المروية.
ملاحظة: هذه المفاتيح الثلاثة تتكامل وتشدّ بعضها إلى بعض، لذلك يستحسن أن أستعملها فى حياتي بالصورة الآتية:
- في الصباح بمفتاح التأمّل، أفتح الكنز لأُخرج منه جوهرةً وأتأمّل فيها مناجيًا الربّ.
- ثمّ بواسطة المفتاح العمليّ، أفتح الكنز لأستلّ منه عقدًا أحمله في نهاري (كمقصدٍ أو قرارٍ على نار التنفيذ).
- وفي المساء، وبواسطة المفتاح الدراسيّ، أفتح الكنز لأتعمّق شيئًا فشيئًا بشروحات كلمة الله وتفسيراتها.

