وصف التقنيّة:
نجد في الإنجيل صوَرًا شتّة استعملها يسوع ليعرّف بها عن نفسه (الطريق، الراعي، الماء، الخبز، حبّة الحنطة، الحياة...)، أو استعملها آخرون للهدف عينه (حمل الله، الصخرة، الترس...). والقراءة الرمزيّة أو التشابهيّة هي البحث عن ملامح يسوع وصفاته انطلاقًا من أوجه الإستعارة والتشابيه التي استعملها للتعبير عن نفسه. بالإضافة إلى أنّ الأمثال لا يمكن فهمها وفكّ شيفرتها إلاّ انطلاقًا من القراءة الرمزيّة التي تقودنا صوب هدف التعليم كما فعل يسوع نفسه عندما شرح لتلاميذه مثل الزؤان (متّى 13: 36-43). من هنا تنبع أهمّيّة دراسة الرموز في الكتاب المقدّس التي تدلّنا إلى المسيح وإلى عمله الخلاصيّ. مثلاً:
- خيمة الاجتماع ترمز الى تجسّد المسيح: "الكلمه صار جسدًا وسكن (نصب خيمته) بيننا".
- المنارة ترمز إلى المسيح نور العالم.
- خبز الوجوه يرمز إلى المسيح خبز الحياة.
- بالإضافة إلى الرموز الفصحيّة: يوم الكفّارة العظيم، الصخرة التي ضُربت، الذبائح، الهيكل، الحيّة النحاسيّة...
مثال تطبيقيّ:
مثال (1): "أنا هو الباب" في يوحنّا 10: 6-10
6 قالَ يَسوعُ هذا المثَلَ، فما فَهِموا مَعنى كلامِهِ،
7 فقالَ لهُم الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم أنا بابُ الخِرافِ.
8 جميعُ مَنْ جاؤُوا قَبلي سارِقونَ وَلُصوصّ، فَما أصغَتْ إلَيهِمِ الخِرافُ.
9 أنـا هوَ البـابُ، فمَنْ دخَلَ مِنِّي يَخلُصُ يدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرعًى.
10 لا يَجيءُ السّارِقُ إلاَّ ليَسرِقَ ويَقتُلَ ويَهدِمَ. أمَّا أنا فجِئْتُ لِتكونَ لهُمُ الحياةُ، بل مِلءُ الحياةِ.
الخطوات العمليّة:
- ما هو التشبيه أو الاستعارة التي استعملها يسوع؟
- ضع جدولًا بمهمّات أو صفات أو خصائص المشبَّه به (يُدخِل، يُخرِج... يحمي من الغرباء... واجهة المنزل...)
- استنتج أوجه الشبه بينها وبين يسوع أي بين المشبَّه والمشبَّه به (يسوع يُدخِلنا إلى الحياة... يُخرِجنا من الموت...)
- أعدِ القراءة بتمعّنٍ وتأمّل مع استعمال مضمون الاستعارات.
- كيف يكون يسوع بابي؟
- استخلاص الدروس والعِبر بهدف الصلاة والتطبيق.
مثال (2): صوَر شبهٍ مع الحياة الروحيّة.
الحياة الروحيّة هي "حربٌ مستمرّة" كما يعلنها القدّيس بولس، لذلك يقدّم لنا الأسلحة اللازمة التي تكفل لنا الانتصار. إقرأ أفسس 6: 13-17 واكتب ما هي هذه الأسلحة:
| قطعة السلاح : | رمزها روحيًّا: |
| حزام قويّ | |
| الدرع | |
| الحذاء | |
| الترس | |
| الخوذة | |
| السيف |
مثال (3): مثل السامريّ الصالح (لوقا 10: 30-37)
- أورشليم: ترمز إلى الحالة الروحيّة المرتفعة التي يحيا فيها الإنسان المؤمن.
- أريحا: ترمز إلى السقوط من الحالة الروحيّة إلى حالة الضعف.
- اللصوص: يرمزون إلى أعداء الإنسان: الخطيئة، الشيطان...
- العري: يرمز إلى الفناء.
- الجروح: ترمز إلى آثار الخطيئة على الإنسان.
- بين حيٍّ وميت: ترمز إلى حياة الجسد ولكن موت الروح.
- الكاهن واللاويّ: يرمزان إلى كهنوت وشريعة العهد القديم.
- السامريّ الصالح: يرمز إلى المسيح.
- مداواة الجراح: ترمز إلى إنهاء نتيجة الخطيئة.
- الزيت: يرمز إلى الرجاء الصالح.
- الخمر: يرمز إلى فرح الخلاص.
- الدابّة: ترمز إلى السيّد المسيح الذي حمل خطايانا.
- الفندق: يرمز إلى الكنيسة.
- وفي الغد: أي بعد القيامة.
- دينارَين: يرمزان إلى هذه الحياة والحياة الآتية.
-
صاحب الفندق: يرمز إلى القدّيس بولس.
مزايا هذه التقنيّة:
- إنّها تقنيّة آبائيّة مشرقيّة بامتياز إذ تملأ صفحات الكتب الآبائيّة...
- يسوع استعملها في شرحه لمثل الزارع (متّى 13: 18-23)...
ملاحظة:
ما علينا الانتباه له هو الحرص على تدعيم رابطٍ متماسكٍ بين المشبَّه والمشبَّه به وصوَر التشبيه، وإلّا دخلنا في عالم التخيّلات والإسقاطات...