"لِأَجْلِ كَلِمَتِكَ" (لوقا 5: 5)

أضيف بتاريخ 09/30/2025
Church Go Digital


ضَعوا كلِماتي علَى قُلوبِكُمْ ونُفوسِكُمْ، وارْبُطوها عَلامَةً علَى أيْديكُمْ، ولْتَكُنْ عَصائبَ بَيْنَ عُيونِكُمْ، وعَلّموها أوْلادَكُمْ، مُتَكَلّمينَ بها حينَ تجْلِسونَ في بُيوتِكُمْ، وحينَ تمْشونَ في الطريقِ، وحينَ تنامونَ، وحينَ تقومونَ. واكْتُبها علَى قَوائمِ أبوابِ بَيْتِكَ وعلَى أبوابِكَ" (تثنية 11: 18-21)

 

إن كانت هذه وصيّة الربّ لي، فلماذا لا أقرأ الكتاب المقدّس؟! هاكَ بعض الإجابات التي كنتُ أتحجّج بها قبل معاشرتي كلمة الله:

  • لا أعرف كيف...
  • لا حافز لديّ إذ لم أختبر يومًا الفرح الذي يحصل عليه المؤمن في اكتشاف الكلمة، ولي بعض التجارب السابقة الفاشلة.
  • الكسل: دراسة الكتاب المقدّس عملٌ جادٌّ وشاقّ يحتاج إلى جهدٍ وتركيز وملخّصات، ولا وقت لديّ.
  • أقرأ أقرأ وأقرأ ولا أفهم! فما الطائل من القراءة؟
  • لا أفهم لماذا كلّ تلك التفاصيل التي لا جدوى منها والواردة في النصّ الكتابيّ؟
  • أشعر بالملل عند تأمّلي الكتاب المقدّس؟
  • أعرف هذا النصّ! سمعتُه وقرأتُه مئات المرّات! وسمعتُ عنه عشرات العظات، فهل من جديد؟
  • ماذا يعنيني اليوم شخصيًّا حدثٌ تمّت مجرياته منذ 3000 سنة أو أكثر؟
  • ماذا يعنيني اليوم تعليمٌ كُتبَ لأناسٍ محدّدين في مناسباتٍ محدّدة؟
  • أعتبر أنّ نصوص الكتاب المقدّس من حيث المضمون واللغة والأسلوب قد انتهت صلاحيّتها.
  • أعتقد أنّ نصوص الكتاب المقدّس من حيث القرينة وتركيبة الشخصيّات والأحداث قد أكل عليها الدهر وشرب.

فبتّ أقرأ الكلمة كمن يطالع الصحيفة:

إذ تطالعنا الصحف اليوميّة كلّ صباحٍ بأخبارٍ جديدةٍ وعناوين لأهمّ الموضوعات والمتغيّرات العالميّة؛ وكم نتوق لقراءتها، ولكن سرعان ما ينتهي الشوق بمجرّد النظر إلى العناوين الرئيسيّة المكتوبة بالخطّ العريض التي سيُستدلّ منها على مضمون ما كُتب بالخطّ الصغير. وعلى هذه الصورة، كم اتّبعتُ النهج نفسه في قراءتي الكتاب المقدّس: أتشوّق لقراءته ولكن تزول لهفتي عند قراءتي جزءًا محدّدًا معتبرًا أنّ الآيات معروفة مسبّقًا، ومدّعيًا أنّ فهمي لها هو أمرٌ معروفٌ من عظاتٍ سابقة أو من معانٍ مألوفة عند الشعب المسيحيّ، فلذلك لن تضيف الآيات شيئًا جديدًا إلى حياتي. كما وأنّي فرضتُ أحيانًا على الكلمة المقدّسة مفاهيمي أنا بدلاً من غرسها في أعماقي حتّى تغيّر حياتي.

إلى أن سمعتُ القدّيس أغسطينوس يعلن لي أنّ "هنالك رجاءٌ لأشرّ خاطئٍ إن قرأ الكتاب المقدّس، وهنالك خطرٌ على أعظم قدّيسٍ إن أهمل قراءة الكتاب المقدّس". فبدأت مسيرتي مع الكلمة: أقرأُها وأقرأ عنها دارسًا مقاربات مطالعتها ومصليًّا دعوتَها ووعودها. حتّى بتُّ أقول: "قبل الكلمة اختبرت الثقافة الروحيّة والنشاطات الروحيّة والالتزامات الروحيّة. أمّا بعد اختباري الكلمة أضحى لي حياةً روحيّة".

ومن هذا المنطلق، قرّرتُ أن أضع بين يدَيك هذا الكتاب الذي يحوي على عددٍ كبيرٍ من التقنيّات والمقاربات العمليّة والعلميّة والمبادئ والأساليب لقراءة ودراسة كلمة الله، إن على المستوى الشخصيّ التأمّليّ، وإن على المستوى الجَماعيّ التبشيريّ بطرقٍ فاعلة وناشطة وتشاركيّة... علّه وعساه يكون لك عكّازًا تتكّئ عليه في صعودك على جبل اللقاء الحميم بالله بواسطة كلمته المحيية.

  • فإن كنتَ ممّن يشعر بالملل عند قراءتك الكتاب المقدّس...
  • أو لديك تساؤلاتٌ حول بعض نصوصه...
  • إن كان لديك حماسةٌ جارفةٌ للبشارة بالكلمة ولكن تنقصك الكيفيّة...
  • أو لديك رغبةٌ في إعادة تشريج حياتك الروحيّة...
  • إن كنتَ تسعى لزيادة ثقافتك الكتابيّة...
  • أو كنتَ منشّطًا رعويًّا أو أستاذًا للتعليم المسيحيّ...

فهذا الكتاب هو حتمًا لك! فهلمّوا سويًّا نخوض غمار هذه المسيرة الشيّقة! إذ إنّ دراسة الكتاب المقدّس هي الجواب على اشتياق قلوبنا للاستماع إلى الله.