مبدأ رقم (1): " إنَّ مهمّة دارس الكتاب المقدّس وشارحه هي فهم المعنى الذي يقصده كاتب السفر، وليس الإتيان بمعناه الخاصّ إلى النصّ".
أسئلة مساعدة:
- هل معنى آيةٍ ما، هو: ما تعنيه لي؟ أم ما تعنيه في حدّ ذاتها (ما يعنيه كاتبها)؟
- هل من الممكن أن يكون للنصّ الواحد أكثر من معنًى صحيح؟
- لو كان للنصّ الواحد أكثر من معنًى صحيح، إذن هل هناك حدود لعدد المعاني الصحيحة؟ وما هي حيثيّات الحكم على صحّة المعنى أو عدم صحّته؟
- إن كان هناك معنًى واحد صحيح للنصّ، فما هي الحيثيّات التي من خلالها تتأكّد أنّك وصلت إلى المعنى الصحيح؟
مبدأ رقم (2): "يجب أن تتمّ دراسة الآية في سياق القرينة المحيطة (الأجزاء التي تسبقها والتي تليها) وليس بمعزل عنها".
مبدأ رقم (3): على المفسّر الإلمام باللغات الأصليّة التي كُتب بها النصّ (الاصطلاحات الدارجة، ومعاني الكلمات، والصيغ والتركيبات اللغويّة المتعلّقة بالتاريخ والجغرافيا والحضارة التي كُتب فيها النصّ).
أسئلة مساعدة:
- ما هي الخلفيّة الحضاريّة والأنماط الفكريّة والسلوكيّة والعادات والتقاليد والروحيّة التي تقع في خلفيّة السفر وخلفيّة النصّ المحدّد؟
- من الكاتب ولمن يوجّه كتابته وما هو غرض كتابته؟
- ما هو المنظور الذي من خلاله كُتِبَ النصّ؟ منظور إلهيّ أم منظور إنسانيّ؟
- هل يشكّل النصّ حقيقةً سرديّةً وصفيّة descriptive لأمرٍ ما حدث في وقتٍ ما ومكانٍ ما، أم حقّ وضعيّ توجيهيّ تقنينيّ prescriptive؟
- نقرأ في تكوين 4: 19 "واتّخذ لامك لنفسه امرأتين": هل يقرّ هذا النصّ حقّ تعدّد الزوجات؟ ولماذا؟
- نقرأ في أعمال 4: 34-35 أنّ "كلّ الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها، ويأتون بأثمان المبيعات، ويضعونها عند أرجل الرسل، فكان يوزَّع على كلّ أحدٍ كما يكون له احتياج" هل نستنتج من هذا النصّ قاعدةً معياريّة يجب على المؤمنين اتّباعها في كلّ زمانٍ ومكان؟ ولماذا؟
- هل تنبع القواعد المعياريّة (القياسيّة) للحياة المسيحيّة من أيّ حقّ وضعيّ توجيهيّ تقنينيّ يقوم به الله مع الإنسان في وقتٍ ما، أم لا بدّ من أن تلتقي الحقائق الوضعيّة التوجيهيّة التقنينيّة وتتكاتف بعضها مع بعض لتشكّل قاعدة معياريّة تمثّل نموذجًا قياسيًّا للحياة المسيحيّة؟
- يقول المسيح عن غسل الأرجل في يوحنّا 13: 14 "يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض". هل يجب أن نتبنّى "غسل الأرجل" كقاعدةٍ معياريّة (قياسيّة) للسلوك (حرفيًّا) في الحياة المسيحيّة؟
- تقول رسالة كورنثوس الأولى 7: 4-5 "ليس للمرأة تسلّط على جسدها، بل للرجل..."، هل هذه الآية تقول إنَّ للزوج حقَّ ممارسة الجنس مع زوجته في أيّ وقتٍ بغضّ النظر عن موافقتها؟
- تقول رسالة روما 16: 16 "سلّموا بعضكم على بعض بقبلةٍ مقدّسة"، هل يمكن أن نتبنّى هذا التعبير السلوكيّ للوصيّة كما هو كمبدإ قياسيّ معياريّ للسلوك المسيحيّ، أم لا؟ ولماذا؟
- يقول بولس في 1كو 11: 5 إنّ المرأة يجب أن تغطّي شعرها حين تصلّي. هل يمكن أن نستنتج مبدأً كتابيًّا معياريًّا قياسيًّا للسلوك المسيحيّ من هذا النصّ؟ ولماذا؟
مبدأ رقم (4): يجب عدم بناء عقيدةٍ ما على النصوص الكتابيّة غير الواضحة (كأمثال المسيح أو الكتابات الرؤيويّة أو الشعريّة) كمصدرٍ أساس أو مصدرٍ وحيد، فالأجزاء الغامضة لا بدّ وأن تخضع للأجزاء الأكثر وضوحًا وليس العكس أبدًا.
مبدأ رقم (5): العهد القديم هو مادّة مسيحيّة تمامًا كما العهد الجديد لأنّ المسيح متصوّرٌ عبر صفحاته (لذا فكلّ الكتاب بعهدَيه وكلّ ما كُتب في صفحاته هو كلمة الله لنا اليوم ونافعٌ لتعليمنا اليوم).
ملاحظات مفصليّة أساسيّة:
- تـُستنبط القواعد الكتابيّة من المبادئ المتضمّنة في النصوص القابلة للتطبيق عبر الزمان والثقافات المختلفة. حيث تبقى هذه المبادئ ثابتة رغم تغيّر التفاصيل.
- عند استنتاج معنًى معيّنٍ لقصّةٍ ما لتكوين قاعدةٍ كتابيّة ، فهذا المعنى يجب أن ينشأ دائمًا من تحليلٍ تاريخيّ ولغويّ دقيق، فالمعنى يجب أن يكون هو المعنى الذي قصده الكاتب الأصليّ للنصّ.
- من خلال وجهة نظرٍ لاهوتيّة، يجب أن يتّسق المعنى وتتّفق القاعدة الكتابيّة المستنتَجة من نصٍّ ما مع كلّ التعاليم الأخرى للكتاب المقدّس.
- المبادئ الكتابيّة الصحيحة المستنتَجة قد تكون معياريّة normative (تمثّل أنموذجًا قياسيًّا) كما قد تكون غير معياريّة؛ بمعنى أنّه يمكننا أن نستنتج مبدأً أوقاعدةً تقول إنّ الله أحيانًا يستخدم طريقةً معيّنة في التعامل مع الإنسان، لكنّه لا يمكننا أن نستنتج أنّه دائمًا يستخدم هذه الطريقة المعيّنة أو أنّه لا يستخدم إلاّ هذه الطريقة المعيّنة.
- المعنى للوصيّة السلوكيّة لا يمكن أن يكون مؤكّدًا بمعزلٍ عن سياق هذه الوصيّة، وكلّما ازداد فهمنا لسياق هذه الوصيّة كلّما ازداد فهمنا للمعنى وللقاعدة المستنتجة منه. وبما أنّ معنى سلوكٍ ما محدّد قد يختلف من حضارةٍ لحضارةٍ أخرى، فيتوجّب علينا تبديل تعبير سلوكيّ لوصيّة روحيّة معيّنة لنقل وترجمة المبدإ أوالقاعدة التي تقع خلف الوصيّة من حضارةٍ وزمانٍ معيّنَين إلى حضارةٍ وزمانٍ آخرَين. المفتاح هنا هو تمييز سبب إعطاء الوصيّة وما هو المبدأ الذي يقع خلف الوصيّة، وطبيعة المبدإ، هل هو مرتبط بحضارة وزمان محدّدَين أم لا (Time-bound : cultural-bound)؟
- كلّ نصٍّ كتابيّ له معنًى واحد ولكن قد يكون له تطبيقات عديدة. المعنى هو ما عناه الكاتب، ولكنَّ تطبيقات هذا المعنى قد تشير إلى مواقف، في زمانٍ أو حضارةٍ مختلفة، لم يعاينها الكاتب على الإطلاق.